مدحت خليفه رئيس مجلس الادراة
عدد المساهمات : 3265 نقاط : 31586 تاريخ التسجيل : 06/01/2010 العمر : 45 تمام الحمد لله
| موضوع: هبوط اضطراري لطيار في زنزانة تجار المخدرات! الإثنين يناير 11, 2010 11:50 am | |
|
ياما في الحبس مظاليم.. مثل ـ أقرب إلي الحكمة ـ يلخص به أولاد البلد مئات المآسي الإنسانية التي تحل بالأبرياء مأساة محمد عبدالوهاب واحدة من تلك الكوارث, التي يصلح هذا المثل الشهير عنوانا لها. | |
| | |
كان اهتمامه الأكبر فور عودته من دورة تدريبية بأمريكا علي الطيران أن يبر والدته بزيارة في منزلها بمنطقة مصر الجديدة.صادف كمين الشرطة بالطريق.. لم يتملكه خوف أو قلق من أي نوع, وقدم بطاقة تحقيق الشخصية الخاصة به إلي قائد الكمين بكل هدوء فور طلبها منه. كان يثق بأنه سيعيدها إليه بالابتسامة نفسها, التي التقاه بها. ثوان معدودات.. تحول الموقف بعدها إلي ما لا تحمد عقباه, فقد أمر قائد الكمين جنوده بالقبض عليه, ووضع الحديد في يده لتنفيذ حكم بالسجن لمدة عام وغرامة خمسة آلاف جنيه لاتجاره في المخدرات. لم تشفع له صرخاته: أنا الطيار محمد عبدالوهاب.. ولم تسعفه استغاثاته وهو يردد: والدي وكيل وزارة....ضاعت دفاعاته عن نفسه سدي.. فشل في إقناع الضابط بأنه ضحية تشابه الأسماء. الفشل نفسه حاصره عندما أعيدت محاكمته, فقد كان الحكم الصادر غيابيا. وأصدرت المحكمة حكما حضوريا بحبسه عاما مع غرامة عشرة آلاف جنيه. واقتيد محمد بعد الحكم إلي السجن ليجد نفسه في هبوط ـ أو بالأحري سقوط ـ اضطراري في زنزانة تجار المخدرات, الذين مارسوا عليه كل أنواع القسوة والقهر والعنف البدني والنفسي حتي تحول إلي بقايا إنسان. ومن بين ظلمات المحنة يشع نور المنحة, فقد اهتدي محمد الطيار إلي عقد مقارنة معلوماتية بينه وبين تاجر المخدرات, انتهت إلي اختلاف في سنة الميلاد, واسم الأم, والبصمات, ومحل الإقامة. وبعد سلسلة إجراءات ثبتت براءة الطيار بشهادة رسمية من النائب العام, ولكن بعد أن قضي مدة العقوبة كاملة. |
|
|