العائدون من الموت
عندما يصل الإنسان لنقطة النهاية
وتخرج الروح إلى بارئها ويسكن الجسد للأبد ويتحول إلى جثة هامدة, فلا
تنتظر من ذلك الجسد الذي صار جثة ملفوفة في كفنها الأبيض أو نائمة في درج
ثلاجة المشرحة أو المستشفى أن يقوم من جديد أو حتى يتحرك في مرقده أو يرمش
له جفن أو يعود له نبض لأننا ندرك أن كل شيء انتهى.. ولكن كيف يكون إحساسك
عندما تفاجأ بعودة الميت للحياة أو تشعر بذلك الجسد الميت يدفع بنفسه ليفتح
درج ثلاجة المشرحة ليخرج منها?!
هذه ليست مجرد
خيالات أو تصورات مريضة وإنما هي حقائق حدثت بالفعل..
فمنذ أيام قليلة شهدت فنزويلا حادثاً فريداً صارت حديث العالم كله
لشدة غرابته حيث كان الأطباء يقومون بتشريح إحدى الجثث في المشرحة لبيان
سبب الوفاة المشتبه في أنها جنائية وإذا بالقتيل يستيقظ بين أيدي جراحي
الطب الشرعي وهو يصرخ من شدة الألم بسبب عملية التشريح التي كانت تجرى له
لمعرفة سبب وفاته وهو ما أحدث صدمة لدى كل الموجودين!
عائدون من الموت
ولم تكن هذه الحادثة الفريدة من نوعها هي الأولى بل سبقتها عبر
تاريخ الإنسانية حوادث كثيرة غريبة من هذا النوع تناقلتها عبر الكتب
التراثية بالإضافة لما ورد في القرآن الكريم.
فهناك
كثير من المؤلفين القدامى تناولوا ظاهرة العودة من الموت في أكثر من كتاب
منهم أبو الدنيا أبوبكر عبدالله بن محمد بن عبيد بن سفيان الأموي القرشي
الذي ألف كتابه الشهير " من عاش بعد الموت " كما افرد أبو نعيم الأصفهاني
في كتابه " الدلائل " والسيوطي في كتابه " الخصائص " باباً في الكثير من
المعجزات النبوية في إحياء الموتى.
وضمن ما
رووا أن زيد بن حارثة والربيع بن فراش ورجلين من الأنصار قد تكلموا بعد
الموت, ورووا أيضاً أن ربعي بن حراس الغطفاني تبسم بعد الموت وأن أبا
القاسم الطلحي إسماعيل بن محمد الحافظ قد ستر سوأته بعد الموت.
وتكشف الآيات القرآنية الكثير من المعجزات التاريخية المرتبطة
بالعودة من الموت, ففي سورة الكهف يقول تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة
سنين وازدادوا تسعا) ويروي يوسف بن يحيى المقدسي أن الشافعي في " عقد الدرر
" عن الثعلبي في تفسيره لقصة أصحاب الكهف »انهم أخذوا مضاجعهم فصاروا إلى
رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي عليه السلام« ما يدل على عودتهم في
آخر الزمان.
وهناك ايضاً القصة التي وردت في
سورة البقرة عن الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها, والذي تردد أنه "
آرميا " أو " العزير " وبصرف النظر عن صاحب هذه القصة إلا أن المؤكد
والمشترك في القرآن الكريم والتفسيرات المختلفة أنه مات 100 سنة ثم عاد
للدنيا من جديد وعاش فيها حتى انتهى أجله.
عودة بني إسرائيل
يعد بنو إسرائيل من أكثر الذين شهدوا معجزات عودة الموتى إلى
الحياة, وهو ما يؤكده القصص القرآني الشريف, يقول تعالى في سورة البقرة
(فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون)
وهي تتناول قصة إحياء قتيل بني إسرائيل الشهير ¯ حيث روى المفسرون أن رجلاً
من بني إسرائيل قتله قريب له ليرثه, ولم يعرف من القاتل فأراد اليهود
معرفته فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوا القتيل ببعض أجزائها ليحيا
ويخبر عن قاتله, وبعد أن استمر جدال طويل من بني إسرائيل حول هذه البقرة
ذبح اليهود البقرة وضربوا بها القتيل فقام من موته وجسده ينزف دماً وأخبر
عن قاتله ثم مات ثانية.
وفي سورة البقرة قصة
أخرى لعودة قوم من بني إسرائيل من الموت, يقول تعالى في الآية 243 من سورة
البقرة (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم
الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس..) حيث إن هؤلاء القوم
ماتوا ثم أحياهم الله تعالى بعد موتهم وعادوا للحياة وعاشوا بعد ذلك فترة
طويلة, وأيضاً في سورة البقرة في الآيتين 55, 56 وردت قصة إحياء سبعين
رجلاً من قوم موسى المختارين, يقول تعالى (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى
نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم
لعلكم تشكرون) « حيث ضربتهم الصاعقة فماتوا ثم عادوا من الموت للحياة
ومارسوا حياتهم وتزوجوا وأنجبوا حتى ماتوا ثانية, ومن أشهر من تم إحياؤهم
بعد الموت »ذو القرنين« الذي مات ورجع من الموت أكثر من مرة, حيث يروي على
بن إبراهيم عن الإمام الصادق أن ذا القرنين بعثه الله إلى قومه فضربوه على
قرنه الأيمن فأماته الله 500 عام ثم بعثه إليهم بعد ذك فضربوه على قرنه
الأيسر فأماته الله 500 عام ثم بعثه إليهم بعد ذلك حتى ملَّكه مشارق الأرض
ومغاربها. كما أحيا الله تعالى أهل أيوب عليه السلام فيقول الله عز وجل
(وآتيناه أهله ومثلهم معهم) وهو ما فسره كل من المتقي الهندي في " كنز
العمال " والحسن وقتادة وكعب وبن عباس وبن مسعود بأن الله سبحانه وتعالى رد
على أيوب أهله ومواشيه وأعطاه مثلها معها.
معجزات عصرية
ولا
تقتصر معجزات العودة من الموت على تلك العصور البعيدة, ورغم أننا لم نعد
في عصر المعجزات ¯ كما يردد البعض ¯ إلا أن المعجزات ما زالت تحدث ومازال
هناك أموات يعودون للحياة غير حالة قتيل المشرحة بفنزويلا. وقد نشرت جريدة
الراية القطرية في عددها الصادر بتاريخ 23/6/2006 تحقيقاً مثيراً نقلاً عن
جريدة الديلي إكسبريس اللندنية حول عودة بعض الأموات إلى الحياة ونتوقف
فيها عند حالة الشرطي البريطاني ستيف غارتنر ¯ 32 سنة ¯ الذي كان في مهمة
مطاردة أحد اللصوص فأطلقوا عليه الرصاص على رأسه فأردوه قتيلاً ليسقط
غارقاً في دمائه لتعلن وفاته بوصوله لمستشفى موريستون إلا أنه فاجأ طبيبته
وأجهزة الشرطة التي قلبت الدنيا من أجل القبض على اللصوص والانتقام له بأنه
عاد إلى الحياة ليفيق وسط حالة ذهول أصابت الجميع وهو يحكي عن الفترة التي
" مات " فيها وأنه سافر إلى مكان بعيد ورأى وتكلم مع كل من سبقوه من
الأموات منهم والده الذي لوح له بيده والأكثر إثارة أنه أخذ يحكي عن
مشاهدته لجسده وهو ممدد في كفنه والناس تمنع أطفاله الثلاثة الصغار من
رؤيته أو الاقتراب من مكان الجثة, وقد علقت الدكتورة بيتي ساثوري طبيبة
المستشفى التي كان " مات " فيها أنها مندهشة مما حدث ولكن ستيف لم يستمر
طويلاً في عمله بعد هذه الحادثة وتركه بعد 9 شهور حيث أصابه نوع غريب من
الإجهاد والاضطراب النفسي الذي انتابه بعد هذا الحادث المثير.
24 ساعة ميتاً
وليست هذه الحالة الوحيدة, فهناك أيضاً مالدواين ريلاند ¯ 48 سنة
¯ يعاني من مرض معوي مزمن أدخله المستشفى لإجراء جراحة, ولكنه أصيب بتسمم
في الدم حتى انهارت رئتاه وأخبر الأطباء زوجته بالاستعداد لسماع خبر وفاته
وبالفعل أعلنت وفاته في العناية المركزة وظل ليوم كامل مجرد جسد هامد في
انتظار الدفن حتى عاد للحياة بعد 24 ساعة, والغريب في الأمر ما حكاه عن تلك
الفترة حيث قال " شعرت بحالة هدوء وطمأنينة شديدة وأنه تحلل من كل ما
يؤرقه أو يزعجه وأصبح يرى الجميع وهم يفعلون ما يفعلون ويستعدون لدفنه
وأخبر عن بعض التفاصيل التي حدثت بالفعل أثناء غيابه عن عالم الأحياء وكانت
صحيحة وهو ما اثار غرابة الجميع!!
النبوءة القاتلة
حالة أخرى شديدة
الغرابة نشرتها الديلي إكسبريس اللندنية لشاعرة وكاتبة مسرحية من مدينة "
ريدينج تدعى كارول ¯ 61 سنة ¯ حيث مرت بحالة غيبوبة فسرت على أنها موت بعد
مشاهدتها لحالة الموت المفاجئ الذي اصاب والدتها العام 1990 وعندما أفاقت
قالت إنها ذهبت لمكان ربيعي مشمس مزهر رغم أن الوقت كان شهر ديسمبر وأنها
رأت كل الأموات وكلمتهم ورأت والدتها وفي تلك الأثناء قابلت رجلاً سألته إن
كانت تستطيع البقاء في هذا المكان فأخبرها أن عليها الرجوع من أجل ابنها
الصغير (9 سنوات ) وأخبرها في الوقت نفسه أن زوجها لن يعمر طويلاً وأنها
أيضاً فتحت حقيبة والدتها ووجدت إيشارب شيفون قرمزي اللون والمثير أن
الإيشارب كان موجوداً بالفعل في الحقيبة كما أن زوج كاروا مات بالفعل بعد
العامين وعمره لم يتجاوز 51 سنة.
بعد أن احترق
أما روبرت جرين فحكايته
غريبة جداً فهو صاحب معرض سيارات تعرض لحريق كبير اشتعل في المعرض والتهمه
وهو بداخله حتى فقد التنفس وسقط ميتاً بسبب احتراقه إلا أنه عاد للحياة ¯
حسب رواية الراية القطرية ¯ وعندما افاق أخذ يحكي عما شاهده ويقول شعرت
بضوء ساطع الزرقة في نهاية نفق كان يسير فيه بينما كان هناك صوت يصرخ من
بعيد من الجزء الأكثر بريقاً وهو صراخ لسيدة عجوز ترتدي ثوباً أبيض وإذا
بها صديقته المتوفاة وأخذت تتحدث معه وكان في الوقت نفسه يهيم بروحه وهو
يرى معرض السيارات يحترق والنيران تأكل كل ما فيه والغريب أن روبرت بعد هذه
التجربة لم يعد باستطاعته ارتداء أي ساعة أو استخدام المعدات الكهربية وهو
ما فسرته الطبيبة أنها إصابة بأعراض حساسية من الأجهزة الكهربائية لأن ما
تعرض له في تلك التجربة بعيد عن عالم الأحياء أدى إلى تغيير النطاق
الكهربائي لجسمه.
ضحية
التيفود
أيضاً من الحالات المثيرة التي نالت
شهرة واسعة بجنوب أفريقيا ما حدث للضابط " أوليفر أوليستون " البريطاني
الجنسية عندما تعرض أثناء خدمته في حرب البور للإصابة بحمى التيفود حتى مات
أو اعتقد هكذا, يقول " بعد أن عاد من هذه الغيبوبة شعرت أنني ارتفعت أعلى
السرير وجسمي طاف في الهواء حتى اخترق الجدران واصبحت أشاهد المرضى في كل
الغرف وأنه رأى مريضاً آخر حالته شديدة الخطورة بسبب تحكم التيفود منه ووصف
حالته بالضبط وكانت المفاجأة أن كل ما حكاه كان يحدث فعلاً في تلك الفترة
لهذا المريض في الغرفة الأخرى!!
بعد 13 ساعة في
الثلاجة
لم تقتصر حالات العودة من الموت على
الأجانب, بل شهد العالم العربي أحداثاً مشابهة منها تجربة لشخص يدعى نادر
بالمملكة العربية السعودية والذي تعرض لحادث مرور بشع توفي على أثره وأودع
بثلاجة المستشفى في انتظار تصريح الدفن وكانت المفاجأة المذهلة هو عودة
نادر للحياة بعد 13 ساعة في ثلاجة الجثث, وعندما خرج من هذه التجربة كشف
أنه رأى مناظر أشبه بالخيال ويقول: شعرت أنني طويل جداً وخفيف الوزن في
الوقت نفسه ومسلوب الإرادة, إلا انه رأى بعينه مشوار حياته من لحظة ولادته
وحتى لحظة وجود " جثته " في ثلاجة الجثث وهو يرى نفسه بين الجثث المتراصة
كما رأى ابنة عمه المتوفاة.
رفضني الموت
قصة أغرب من الخيال
يكشفها الدكتور معروف الجلبي قائد ورئيس خبراء هندسة الفضاء الميكانيكية
بوزارة العلوم والثقافة ببغداد والذي يعمل كمحاضر للباراسيكولوجي, حيث يقول
إنه في العام 1984 أثناء إجراء عملية جراحية حدث له موت إكلينيكي وقد سجل
حصاد هذه التجربة النادرة في كتاب بعنوان " آسف.. رفضني الموت " يحكي فيه
التفاصيل المثيرة لما رآه خلال فترة موته الإكلينيكي!!
سمير.. الشهيد الفلسطيني
تجربة مثيرة
حدثت في الأراضي الفلسطينية المحتلة لشاب من الشباب الذين يتعرضون يومياً
لمخاطر عمليات وهجوم الاحتلال الإسرائيلي.. حيث تعرض سمير لطلقة جعلت
الأطباء يلتفون حوله وهم يسلطون الصدمات الكهربائية على صدره حتى فجأة
ارتفع النحيب والبكاء حزناً عليه, إذ توقف قلبه إيذاناً بحدوث الوفاة.. وعن
تلك اللحظة يحكي سمير بعد أن أفاق وعاد للحياة, أنه كان يرى الجميع ملتفين
حوله يبكون بينما كان يطوف هو في أعلى الحجرة يتابع الأحداث وهو يشعر أنه
شفي من آلامه الشديدة وأن جسده صار خفيف الوزن ثم أخذ يرى شريط حياته كلها
ماراً أمام عينيه وفجأة استعاد سمير الشعور بالألم الشديد لحظة الإفاقة
والعودة للحياة بعد أن كان الاستعداد لدفنه يتم على قدم وساق!!
ولكن.. كيف يرى العلماء هذه الظواهر? وهل هناك تفسير علمي
أو ديني لتلك الحالات الخاصة بالعودة من الموت?