emad sherif المشرف العام
عدد المساهمات : 434 نقاط : 17369 تاريخ التسجيل : 22/02/2010 العمر : 41 تمام والحمد لله
| موضوع: أفي الله شك ؟ الجمعة يوليو 30, 2010 7:23 pm | |
| أفي الله شك ؟
[size=29]أَفِي اللهِ شَكٌّ ؟
قال أبو العتاهية – رحمه الله - :
فوَا عَجباً : كيف يُعصَى الإلَهُ - أمْ كيفَ يَجحَدُه الجـاحدُ
وللــه في كــلِّ تحريكة - علينـا وتسكينة شـاهدُ
وفي كـــلِّ شيءٍ له آيـة - تدلُّ على أنَّه واحـــدُ
روي : أن بعض الناس جاءوا إلى الإمام الشافعي ذات يوم ، و كانوا من الدهريين – و هم من لا يؤمن بوجود الخالق سبحانه - ، وطلبوا من الإمام أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله الخالق – سبحانه و تعالى - ؟. فقال لهم الإمام الشافعي – رحمه الله - : الدليل ورقة التوت !. فعجبوا من هذا الجواب : ورقة التوت ؟؟ وقالوا له : كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله الخالق ؟! فقال الإمام : " ورقة التوت طعمُها واحد ؛ لكن إذا أكلها دودُ القزّ أخرج لنا حريراً ، وإذا أكلها النحلُ أخرج عسلاً ، وإذا أكلها الظبيُ أخرج المِسْكَ برائحته العطرة الفريدة ؛ فمن الذي وحَّد الأصلَ وعدَّد المخارج ؟! ". انتهى . و قد أخبرنا ربنا سبحانه عن مثل هؤلاء : {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس : 101].
و قال الشاعر في امتحان رهيبٍ و قاسٍ لرشاد التفكير :
للـهِ في الآفـاق آيـات ؛ لعلّ - أقلَّها هــو ما إليـه هداكــا ولعلّ مـــا في النفس من آياته - عَجَبٌ عُجاب لو ترى عيناكــا
والكـــونُ مَشحونٌ بأسرارٍ - إذا حــاولت تفسيرًا لها أعياكـا قـل للطبيب تخطَّفتْه يَـدُ الرَّدَى - يا شافي الأمراض من أرداكــا ؟
قـل للمريض نَجَى وعُوفِىَ بعد ما - عجِزتْ فنون الطِّبِّ من عافاكـا؟ قـل للصحيح مـات لا مِن عِلَّةٍ - مَن يا صحيحُ بالمنايا دهـاكـا ؟
بل سَلِ الأعمى خَطَا وَسْطَ الزُّحام - بلا صِدامٍ :من يا أعمى يقود خُطاكا؟ بــل سلِ البصيرَ كان يحذَر حُفرةً - فهَوَى بها : من ذا الذي أهواكا ؟
و سَلِ الجنينَ يعيش مَعزولاً بِلا - راعٍ ولا مَرعى : مَن ذا الذي يرعاكا ؟ و سَــلِ الوليدَ أَجهَشَ بالبكاء لدى - الوِلادة : مَنِ الـذي أبكاكا ؟
و إذا تَرى الثُّعبــانَ يَنفُثُ سُمَّه - فَسَلْهُ : مَن يا ثعبانُ بالسُّموم حَشَاكا ؟ و اسـأله :كيف تعيش يا ثعبانُ أو تَحيا - و هـذا السُّـمُّ يملأ فـاكـا ؟
و اسألْ بُطون النَّحلِ : كيف تقاطرت - شـهداً ؛ وقل للشَّهد من حلَّاكا ؟ بـل سائلِ اللَّبَنَ الْمُصَفَّى كان - بين دمٍ و فَرْثٍ : مــا الذي صفَّاكا ؟
و إذا رأيـتَ الحَيَّ يَخرُج مِـن - حَنَايا مَيتٍ ؛ فاسألـه : مَن أحيـاكا ؟ قــل للهواء تَحثُّه الأيدي ويَخفى - عن عُيـون النَّاس : مَن أخفاكـا ؟
قـــل للنبات يَجفُّ بعد تعهُّدٍ - و رعــايةٍ : مَن بالجفاف رَمَاكـا ؟ وإذا رأيتَ النَّبتَ في الصــحراء - يَربُو وحدَه ؛ فاسأله : مَن أَرْبَاكـا ؟
و إذا رأيتَ البدرَ يَســري ناشرًا - أنوارَه ؛ فاسأله : مَن أسْرَاكــا ؟ واسأل شُـعاع الشمس يدنو ؛ وهي - أبعَدُ كلِّ شيءٍ : ما الذي أدناكـا؟
قــل للمَرير من الثِّمار : مَن الذي - بالمُرِّ مِن دون الثِّمار غذَّاكـــا؟ وإذا رأيتَ النخلَ مشـقوقَ النَّوى - فاسأله : مَن يا نَخلُ شَقَّ نَوَاكــا؟
وإذا رأيتَ النــارَ شَبَّ لَهيبُها - فاسأل لهيب النار : مَـن أَوْرَاكــا؟ وإذا تَرى الجبــلَ الأشَمَّ مُناطحًا - قِمَمَ السَّحاب ؛ فسَلْه : من أَرسَاكـا؟
وإذا ترى صـخرًا تفجَّر بالميـــاه - فسِلْهُ : مَن بالماء شقَّ صَفَاكــا ؟ وإذا رأيتَ النـهرَ بالعَذْب الزُّلال - جَرَى ؛ فسَلْه : مَن الذي أَجراكـا؟
وإذا رأيتَ البـحرَ بالمِلح الأُجَاج - طَغَى ؛ فسَلْهُ : مَن الذي أطغاكـا؟ وإذا رأيتَ الليـلَ يَغشى داجيًـا - فاسأله : مَن يا ليلُ حاكَ دُجَاكــا ؟
وإذا رأيتَ الصُّبحَ يُسفِرُ ضاحيًا - فاسأله : مَن يا صُبحُ صَاغَ ضُحَاكـا ؟ يا أيهـا الإنسانُ مَهْلاً ؛ ما الذي - باللــه ؛ جلَّ جلالُه ؛ أَغْرَاكــا؟
سـيجيبُ مـا في الكون من آياته - عَجَبٌ عُجَابٌ ؛ لو تَرى عيناكـا ؟ رَبِّ لـكَ الحمدُ العـظيمُ لذاتـك - حَمدًا ، وليس لواحـدٍ إلاَّكـا ؟
و بعد : فمن نظر وصل ... و من يتعامى ... يعمى ... و الأعمى لا أهلية له في الشهادة على دقائق الأمور ... هكذا يقول المنطق ... و العلم ... و القانون . [/size] |
|
|